لا أحد يسمعنا

ونحن نصرخ بأعلى أصواتنا ولا أحد يسمعنا

الاسم: عدي بربخ

العمر :12 عاما

مكتبة الشوكة اكتوبر 2014

انا الطفل عدي بربخ قد شاهدت الكثير من المشاهد التي كان سببها قوات الاحتلال الاسرائيلي منذ بداية العدوان علي غزة
تشردت من بيتنا انا واهلي الي بيت خالي لكي اشعر بالأمن ولكني كنت خائفا جدا من الصواريخ وبعد مدة من الوقت اقتربت القذائف الصهيونية منا مرة أخرى، وبدأت شظايا القذائف بالتساقط بالقرب من منزل خالي . وبدأنا بالهروب من البيت وخالي يحمل ابنه وقد اصيب وكانت تتساقط بجوارنا الشظايا والقذائف تتبعثر من حولنا ونحن نصرخ بأعلى أصواتنا ولا أحد يسمعنا.

وبقي ابن خالي ينزف على يد ابيه حتى وصلنا إلى موقف خربة العدس، وركب خالي بالسيارة مع احد السائقين كي يذهب إلى المستشفى, اما نحن فبقينا هاربين الي بيت خالتي الصغير في الشبورة وكنا نزيد عن الخمسين فردا في البيت وكنا نسمع طلقات قذائف الاحتلال ونحن مرعوبون.

وبعد الهدنة الاخيرة علي مدينة رفح او ما يسمى ( يوم جمعة رفح) كنت ذاهبا مع خالتي لأتفقد بيتنا في الشوكة وسرعان ما انقلبت الهدنة الى جحيم يسمى جحيم مدينة رفح، وبدأت تنهار القذائف وصواريخ (ال اف 16) علينا مثل الأمطار وسرعان ما رأيت الجثث الملقاة علي الارض والدماء المتناثرة. وكنت وأنا أركض هاربا لا علم على ماذا امشي، دماء وجثت ولحوم متناثرة وصراخ وضباب وبياض في الجو وغاز ولم أكن ارى احدا, وخالتي التي كانت بقربي لا اعلم اين هي. هل ماتت أم هي على قيد الحياة.

وسرعان ما وصلت مع آخرين الي مستشفى ابو يوسف النجار ولكن لحقت بنا القذائف وبعد دقائق امرونا بإخلاء المشفى ومغادرته. وبعد ذلك خرجنا مع المحاصرين الآخرين ونحن نرفع الرايات البيضاء من اجل المغادرة حتى وصلنا إلى مخيم الشبورة.

وذهبت الى أمي ووجدت دموعها تملأ وجهها الحزين وحضنتني وانا كنت غير قادر على الوقوف على قدمي ولا زلت حتى الآن اعاني من قدمي وسررنا بوصول خالتي الى البيت بسلام. وبعد تلك الهدنة ذهبت الي بيتنا واذا هو كومة من الرمال الملقاة علي الارض وكل احلامي وأغراضي الجميلة والعابي وكتبي دمرت بين اكوام الرمل، بحثت عنها كتيرا ولكني لم استطيع الوصول اليها وهاهو الحال معى حتى الان انام في خيمة من البلاستيك وفي بعض الليالي أنام عند احد الجيران .