P B B Y

بي بي سي : حلو وحسن

الاثنين 10 شباط (فبراير) 2014

بي بي سي إكسترا في أسبوع – الساعة الأولى

أهلا بكم في بي بي سي إكسترا في أسبوع

الغيرة بين الأخوة الصغار هل هي دائما سلبية

ومكتبات غزة هل من وقت للقراءة في زمن الحرب

وخيمتي هي قصتنا القصيرة الفائزة هذا الأسبوع

عبد الصمد بن جودة: أحييكم مستمعينا الكرام في بي بي سي إكسترا في أسبوع وأرحب بضيفتنا اليوم وهي جهان الحلو رئيسة فرع فلسطين في منظمة المجلس العالمي لكتب اليافعين لنشر ثقافة القراءة بين الأطفال أهلا بك سيدتي

جهان: أهلا بكم وأهلا للاستضافة من قبل بي بي سي إكسترا الأسبوعي

عبد الصمد: أهلا وسهلا. دعينا أولا يعني نستعرض ولو بسرعة نبذة عن حياتك فأنت ولدت في حيفا بفلسطين وهُجرت عائلتك إلى لبنان حيث درست هناك وأيضا هنا في لندن. عملت لسنوات في مجال التعليم المجتمعي وأدب الأطفال وكنت سابقا عضو الهيئة الإدارية ونائبة رئيسة الاتحاد العام للمرأة الفلسطينية في فرع لبنان وأيضا مسؤولة العلاقات الخارجية وعضو الأمانة العامة للاتحاد العام للمرأة الفلسطينية وأيضا عضو في المجلس الوطني الفلسطيني. وصدر لك كتاب: "المرأة الفلسطينية، المقاومة والتغيرات الاجتماعية" وقد ضم شهادات لنساء فلسطينيات في لبنان في الفترة ما بين 65 و85 من القرن الماضي. ولكن أولا هل لك أن تحدثينا عن المؤسسة يعني مؤسسة المجلس العالمي لكتب اليافعين وأهدافها.

جهان: المجلس العالمي لكتب اليافعين أو في الإنكليزية اختصارًا IBBY هي مؤسسة عالمية احتفلت بعيدها الستين هذا العام. أُسست بعد الحرب العالمية الثانية لأن الأطفال بعد الحرب كانوا بحاجة للكتب وللقراءة وللثقافة وغرس قيم اجتماعية جديدة، وتضم 72 فرعا من كافة أنحاء العالم، ومن الدول العربية هناك لبنان، مصر، فلسطين، الإمارات، الكويت وتونس وإن شاء الله الخير لقدام. نحنا أصبحنا فرعا أي تأسسنا عام 2002 وكان حقيقة في صعوبة إن ننضم إلى المجلس يعني كان في نوع من الجهل، إنه "إنتم لستم بدولة"، ولكن من حسن الحظ أن كافة الفروع العربية والغربية ، دعّمت المشاركة وقالوا إن الكتب هي ضرورية جدا في زمن الحرب، لإعطاء فرصة وأمل للأطفال.
وأصبحت عضوا في اللجنة التنفيذية العالمية لدورتين بين 2008 لل 2012 والحقيقة الأمور تغيّرت كثيرا يعني المؤسسة هدفها أن تربط بين الطفل والكتاب وأن يكون هناك حق لكل طفل أن يحصل على كتاب وأن يقرأ، وهي تعزز التبادل الثقافي في العالم، تعطي جوائز لأحسن أداء للقراءة في العالم كل سنتين. تعطي كل عامين جائزة أندرسون لأفضل كاتب، ولأفضل رسام. وكذلك هنالك جائزة شرف من كل دولة لأفضل كتاب ولأفضل رسام ولأفضل مترجم، يعتبرون الترجمة إبداع. ونحن نرشّح من فلسطين كتّاب ورسّامين ومترجمين من سنة 2004 وهذه تُنشر في العالم وتعرض في معارض الكتب العالمية وخاصة معرض كتب الأطفال.
أهم الأنشطة التي تطورت للمجلس العالمي كانت بعد التسونامي في 2004 في أندونيسيا ابتدأوا مشروعا حيويا جدا "أطفال في ظل الأزمات"، أطفال في أزمات طبيعية أو أطفال في ظل الحروب بحاجة إلى الكتب، الكتب ضرورية جدا لجلب انتباه الطفل لينسى واقعه الأليم لثوان.

عبد الصمد: على العموم سنعود لمناقشة هذا الموضوع بالضبط يعني القراءة في زمن الحرب عند الأطفال ولكن اسمحي لنا أولا بالانتقال لأول مواضيع هذه الحلقة وهي على العموم ليست ببعيدة عن عالم الأطفال: الغيرة عند الأطفال تلك الحالة الانفعالية التي يشعر بها الطفل ويحاول إخفاءها ولا تظهر إلا من خلال أفعال سلوكية يقوم بها الطفل. في الآونة الأخيرة انتشرت الكثير من المقالات والكتب التي تتحدث عن المشكلات التي يعاني منها الأطفال وبعضها يرى أن الغيرة بينهم قد تكون سببا للكثير من تلك المشكلات. فما هي أسباب الغيرة وهل هي غريزية أم صفة مكتسبة أم ربما هي نتيجة تربية وتنشئة خاطئة للطفل منذ الصغر. هذه الأسئلة يحاول أن يجيب عنها هذا
التقرير من القاهرة للزميلة نهلة حمزة

عبد الصمد: وبعد هذا التقرير نعود لضيفتنا جهان حلو ونسألها هل في رأيك الغيرة دائما تكون سيئة بين الأطفال

جهان: غالبا، طبعا سيئة خصوصا إذا لم ينتبه الأهل إليها ولم يعملوا على تفادي أسباب الغيرة يعني مثلا الاهتمام بالطفل الأول، تعزيز القضايا المميزة لدى كل طفل لأن الطفل يحب يشعر أنه متميز وأفضل إلخ... وعدم التمييز وتشجيعهم على العطاء والمشاركة في الهدايا وفي الممتلكات الخاصة وتشجيعهم على الأنشطة المشتركة مثلا قراءة قصة، تلوين إلخ..، لأ، أظن يجب أن لا نشجع الغيرة لأن غالبا نتائجها سلبية مع الأسف.
عبد الصمد: الآن إلى طائفة من المقاطع الإخبارية نستهلها بدراسة أجريت في بريطانيا وتقول بأن أكثر من ثلاثة أرباع الأهالي يكذبون على أولادهم دوريا لتسهيل حياتهم اليومية. وقال الأهالي إنهم يُضطرون في بعض الأحيان للكذب على الأولاد لتفادي إضاعة الوقت أو تحاشي أمر محرج والتهرب من سؤال صعب، وأظهرت الدراسة أيضا أن نحو خمسة وخمسين بالمئة من الأمهات يكذبن أمام الآخرين حول طريقة تربيتهن لأولادهن لكي تبدو هؤلاء الأمهات مثاليات أمام الآخرين، أما ريتا مرهج المختصة في علم نفس الأطفال والمراهقين تقول إنه ليست هناك أم مثالية

عبد الصمد: إذا أستاذة جهان هل الكذب على الأولاد أو الأطفال الصغار مبرر مهما كانت المبررات مثلا تسهيل أمور الحياة اليومية أو مثلا التهرب من سؤال صعب

جهان: طبعا لا أحبذ الكذب، أفضل تسهيل وتفسير الأمور أفضل أن يأخذ الوالدان جهدا أكبر في تفسير الأمور أعرف الحياة العصرية صعبة جدا ونحن دائما في عجلة من أمرنا ولا نريد أن نفكر كيف نوصل المعلومة إلى الطفل بطريقة سهلة أو مفهومة، ولكن الكذب أظن يخلق عادة سيئة عند الأطفال، عندما يرى أن الوالدين يكذبان كيف ممكن أن نمنعهم من الكذب بالمقابل؟

عبد الصمد: كلنا يتذكر أكبر كذبة كذبوها عليه في الصغر هل هناك من كذبة لا زلت تتذكرنيها منذ الصغر كنت ضحية لها

جهان: لأ طبعا نحن كعرب الكذب له علاقة بقضايا ولادة الطفل القضايا الحساسة، الآن يمكن المجتمع الحديث يحاول يعطي معلومات علمية أقرب لمفهوم الطفل
عبد الصمد: حتى الأطفال أصبحوا يطرحون أسئلة أشد إحراجا

جهان: طبعا مع كل وسائل الإعلام ومع كل إمكانيات التعلّم منذ الصغر فالطفل ليس أكثر ذكاء لكن أكثر تنبها للقضايا وأكثر استفسارا وأكثر جرأة

عبد الصمد: ننتقل إلى قطاع غزة الذي كان متصدرا العناوين في نشرات الأخبار وصدر الصفحات الأولى من الجرائد هذا الأسبوع إذ رحّب سكان القطاع بخبر التوصل لاتفاق وقف إطلاق للنار بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية ولكن ما يزال سكان غزة يعانون بسبب الحصار المفروض عليهم من قبل إسرائيل. كان هذا رد فعل عدنان أبو حسنة الناطق باسم وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين التابعة للأمم المتحدة
عبد الصمد: وما دمنا نتحدث عن الإغاثة زوجة نلسون مانديلا لديها مقولة شهيرة تقول فيها بأن القراءة هي العامود الرابع للإغاثة هل تعتقدين بأنها مهمة لأطفال غزة خصوصا في هذه الظروف؟

جهان: طبعا ما في شك أن التعليم والكتب قضية أساسية للأطفال وأنا احترم مقولة غراسيا ميشيل التي قالت إن العامود الرابع للإغاثة يجب أن يكون التعليم والكتب يعني لا يكفي الطعام أو التطبيب أو المسكن لأن يجب إعطاء الطفل الأمل والمستقبل وليس الحاضر فقط.

عبد الصمد: وهل تلعب الكتب هذا الدور، دور إعطاء الأمل بالنسبة لطفل تشرده وتحطم آماله الحرب؟
جهان: طبعا نحن بشكل عام كفلسطينيين نعتبر أن التعليم والقراءة والكتب والثقافة هي أهم سلاح صمودنا ومقاومتنا ونضالنا التحرري ونعطيه الأولوية. الطفل بشكل عام يريد أن ينسى واقعه للحظات فالكتاب ممكن أن يجذب اهتمامه إلى عالم آخر عالم فيه عذاب أيضا لأطفال آخرين في جنوب أفريقيا في إيرلندا خلال المجاعة، ولكن في النهاية ينتصرون فهناك أمل. الكتاب يعطيه الخيال يعطيه الثقافة العامة هو جواز سفره إلى العالم هو محاصر في غزة ولكن الكتاب يمكن أن يفتح له آفاق سندباد والبساط السحري فما في شك أن الكتاب مهم جدا والآن عندما نتصل مع غزة سترى أن الأهل مسرورين جدا لأن الكتاب دعّم العملية التعليمية، لأن العملية التعليمية في فلسطين في شكل عام تعاني من الحصار من منع التجول من النقص أو كثافة الأطفال في الصف إلى آخره، فالقراءة تعزز عملية التعليم
عبد الصمد: سنعود إليك أستاذة جهان بعض موجز لأهم وآخر الأخبار من لندن بي بي سي

عبد الصمد: أهلا بكم من جديد في إكسترا في أسبوع معكم اليوم عبد الصمد بن جودة وضيفتنا هي جهان حلو رئيسة فرع فلسطين في مؤسسة المجلس العالمي لكتب اليافعين وأيضا مديرة مؤسسة تامر للتعليم المجتمعي
جهان: سابقا

عبد الصمد: سابقا بطبيعة الحال. أسس المجلس العالمي لكتب اليافعين مكتبتين في قطاع غزة إحداها في منطقة الشوكة بالقرب من معبر رفح والأخرى في بيت حانون. وتقدم هاتان المكتبتان خدمة مهمة للأطفال الذين يسكنون في هذه المناطق الحدودية التي تتعرض لقصف واجتياحات منتظمة من قبل القوات الإسرائيلية. معنا على الهاتف مباشرة من غزة نبيلة يوسف حسن وهي تشرف على المكتبتين بصفتها متطوعة في المجلس العالمي لكتب اليافعين كما أنها منسقة في مؤسسة تامر للتعليم المجتمعي. أهلا بك يعني كلنا يذكر أن القصف الإسرائيلي في حرب غزة عام 2009 استهدف المدارس ربما يعني كان اسم مدرسة الفاخورة التابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الأونروا اسما بارزا في تلك السنة يعني هل استهدف مكتبات وكيف يؤثر على المكتبات والأطفال اللذين يستخدمونها
نبيلة: هو استهدف مكتبات عدة، منها كان مكتبتنا مكتبة العطاء في بيت حانون وهي تقع على منطقة حدودية عند معبر إريتز فهي كانت خط تماس وخط ناري للأطفال يعني يمكن معظمها دمرت ومعظمها حرقت
عبد الصمد: نعم، وليست هذه المكتبات الوحيدة في قطاع غزة المخصصة للأطفال هل هناك ما يميزها عن غيرها
نبيلة: في غزة كم كبير من المكتبات موزع توزيع جغرافي من غزة إلى رفح لكن ما يميز المكتبتين إنهما تقعا في مناطق حدودية ومهمشة يعني الخدمات المؤسساتية في هذه المناطق كتير ضعيفة، والمناطق هذه مناطق زراعية وبحاجة كبيرة للثقافة والتعليم هناك، الأهالي والأطفال حتى الشيوخ هناك
عبد الصمد: نعم، في هذه المناطق هل الأطفال يحبون القراءة أكثر أو أقل مقارنة مع أطفال في مناطق أخرى
نبيلة: أنا على خبرتي، نحنا نشتغل كمؤسسة تامر نشتغل مع مكتبات عدة، يعني يمكن نشتغل مع العطاء كمنطقة حدودية، لكن قبل كنا في المجلس، أي المجلس ابتدأ فيها ثم ابتدأت فيها مؤسسة تامر، لكن على خبرتنا إنه لأ، المناطق المهمشة الأطفال أكثر قراءة لأنها المنفذ الوحيد لهم، المكتبة هي المنفذ الوحيد مثلا منطقة الشوكة المجلس أنشأ المكتبة ما كان عندهم أصلا مكتبة ولا كان عندهم أصلا جمعية أو أي شيء آخر، كان الأطفال يلعبون في الشوارع هذا المتنفس الوحيد مما يعرضهم للقصف لأنها منطقة حدودية وعلى تماس مع الاحتلال، ألغام تتفجر فيهم وهذا حصل مع أطفال عندنا في المنطقة هناك الكثير استشهدوا، لكن لما المجلس أنشأ المكتبة هناك صار حتى الأهالي أطمأنوا أن أولادهم في مكان آمن يتلقون القراءة والنشاطات حتى هم أصبحوا يأتون إلى المكتبة ويتلقوا النشاطات ونعمل لهم لقاءات مجتمعية ونسألهم ماذا يحبون وصاروا يدعمون المكتبة. أحب أن أذكر أن منطقة الشوكة عامة حتى من دون حرب يوميا تتعرض للاجتياح تتعرض يوميا للقصف وإطلاق نار لأنها منطقة تماس ومنطقة زراعية الناس تذهب لتتفقد أراضيها فيتعرضون للخطر هناك. المكتبة صارت مأمن للناس لهم أولا ورأوا أن أطفالهم يرتادون المكتبة ويقرأون فيها وصارت الأم تطمأن على أطفالها وأصبحت الأم تجلس في بيتها تطبخ مطمئنة أن أطفالها في مكان آمن وصارت هي تأتي إلى المكتبة بعد أن عملنا معهم ورشات عمل لتأخذ الكتب من المكتبة
عبد الصمد: نبيلة هل هناك عناوين معينة يقبل عليها الأطفال ويستعيرونها أكثر من غيرها

نبيلة: الأطفال يحبون القصص إللي أبطالها من عمرهم ويحبون الأشياء الخارقة، كما تعرف غزة تتعرض لأشياء كثيرة الصعوبة فالأطفال يحبون أن يغيروا الواقع فمثلا في عنا قصة لمؤسسة تامر اسمها " الساحرة ويني" فيها ساحرة عندها عصا سحرية تغير الأشياء فهم يحبون أن يمتلكوا هذه العصا. في عنا مثلا قصة أيضا لمؤسسة تامر سيرافين الرجل الكبير الذي يحقق أحلام الناس. يحبون هذه الأشياء ويحبون أن يكون الأطفال أبطال القصة. أيضا في قصص وطنية كتبها كتابنا في فلسطين تحكي عن واقع أطفال استشهدوا مثل "الطائرة" التي أهديت لإيمان طفلة من عمرهم استشهدت أيضا في منطقة مهمشة على الحدود، على خط تماس بوابة صلاح الدين. هذه كل الأشياء التي يحبها الأطفال. يحبون أن يغيروا واقعهم وأن يعيشوا مغامرات و يحبون قصص الخيال العلمي ويحبون قصص أن يسافروا رحلات وتنقلات، في ظل الحصار يحبون أن يعيشوا في عالم آخر
عبد الصمد: إذا نبيلة يوسف حسن شكرا جزيلا لك للتذكير أنت متطوعة في المجلس العالمي لكتب اليافعين ومنسقة في مؤسسة تامر للتعليم المجتمعي.
على كل في موقعنا بي بي سي عربي دوت كوم تجدوون تقريرا لجيرمي بوين محرر الشرق الأوسط للقسم العالمي للبي بي سي هذا المقال بعنوان: "في غزة الكوابيس تتحقق لا الأحلام"، وهو يتحدث عن فتاة في الثالثة عشرة من عمرها دست قطعة من الورق المقوى يعني هي غلاف علبة حلويات بيد أحد زملائه وترصد فيها أوجه الحياة اليومية في القطاع وهذه الورقة كتبت فيها لائحة بمطالب مستقبلية تضمنت خطأ إملائيا واحدا.
عودة إليك أستاذة جهان هناك سؤال لرويدة علي تقول أود أن أسألك ما هو الاختلاف الذي لا نعلمه بين أطفال فلسطين وأطفال في دول تنعم بقدر أكبر من الحرية والاستقلال؟
جهان: مع الأسف الاختلاف الأساسي أن أطفال فلسطين محرومين من معظم حقوق الطفل المعترف بها عالميا فحقوقهم مهضومة كليا، لنذكر غزة بالتحديد، غزة مكان للاجئين الفلسطينيين الذين اقتلعوا عام 48 فهم يعيشون في ظروف صعبة اجتماعية واقتصادية منذ الاقتلاع والنكبة وهم طبعا متمسكون بالأرض وبحق العودة. يعني هي سلسلة من سنوات الحرمان وزاد عن ذلك طبعا احتلال عام 67 وبعد ذلك الحصار الظالم منذ سبع أعوام أو أكثر، يعني أستعجب أنا أستعجب كيف يمكن لأطفال فلسطين أن يعبروا عن أنفسهم، كيف يمكن لهم أن يستمروا وأن ينمو بشكل طبيعي إلخ.. لأن عندهم أمل لأنهم يعرفون أن قضيتهم عادلة ولكن علينا أن نناشد العالم أن يهتم بأطفال فلسطين لا يمكن لهذا الظلم أن يستمر لسنوات متتالية وأن يزيد كل يوم لا أن ينقص!

عبد الصمد: هل يكون المرء مخطئا إذا قال بأن إذا كان هناك أدب أطفال في فلسطين فهو أدب مسيس
جهان: ليس بالضرورة، حتى لفترة كان الكتاب لا يكتبون عن القضية، كأنما عندما تعيش القضية أنت بحاجة لفترة لتبتعد وتبدأ تكتب أدبا مسيسا، فجزء مسيس وجزء كتب عادية تحمل قيما اجتماعية إيجابية، ولكن الذي يكتب أدبا مسيسا هم الأطفال، يعني في مؤسسة تامر التي تشجع القراءة وأخذت أهم جائزة عالمية "جائزة أسترد لندجرين" لحملة تشجيع القراءة في فلسطين وهي جائزة معترف بها دوليا تشجع كتب الأطفال. ونحن أصدرنا كتاب "حدائق الأمل" لكتابات الطفل، فالأطفال يكتبون عن واقعهم وعن قصصهم، قصص المعاناة. يعني مثلا خلال الحرب على غزة كان هناك كتابات: "لا أريد أن أنام حتى لا أحلم"، طبعا الأحلام هي كوابيس، "أريد أن أعيش بدون خوف"

عبد الصمد: كتاب "حدائق الأمل" ونصوص الأطفال الفلسطينيين هو الآن بين يدي ورسوم أطفال من الإمارات العربية
جهان: طبعا أصروا وقالوا لندع أطفال فلسطين يكتبون الألم وأطفال الإمارات يرسمون الأمل والغلاف لرسام تونسي مشهور جدا روؤف كراي، والكتاب بالعربية والإنكليزية

عبد الصمد: أيضا ما دمنا نتحدث عن أدب الأطفال هل تتفقين بأن أدب الأطفال شهد تحسنا كبيرا في الأعوام الماضية نحنا نذكر القصص القديمة قصص محمد عطية الأبراشي والمكتبة الخضراء هل هناك تحولا؟
جهان: من حسن الحظ هنالك تحول نوعي في أدب الأطفال إن كان في فلسطين أو ببعض أجزاء من الوطن العربي. هنالك انتباه لأهمية الكتاب في مواجهة الأمية، نحن كوطن العربي من المؤسف أن تكون الأمية متفشية عندنا وأنظمة التعليم أيضا أنظمة سيئة يمكن نبيلة ذكرت أن أداء الأطفال أصبح أفضل من خلال كتب الأطفال، أدائهم في المدرسة، ففي فلسطين في آخر عشر سنوات تحسن النص وتحسن الرسم في الكتاب وأيضا في الوطن العربي هنالك الآن تحسن خاصة في مصر طبعا وفي لبنان وفي الإمارات دار كلمات التي دعمت الكتاب وهنالك جوائز تُعطى لأفضل الكتّاب.

عبد الصمد: وسنناقش هذا الموضوع موضوع أدب الأطفال بالتفصيل أستاذة جهان وتعليقاتكم وآراؤكم مرحب بها مستمعينا الكرام على صفحات البرنامج بتويتر فيسبوك وأيضا على الهاتف والرسائل النصية
عبد الصمد: والآن حان موعدنا مع مسابقة القصة القصيرة التي تجريها ال بي بي سي بالتعاون مع مجلة العربي الكويتية. القصة القصيرة الفائزة معنا بعنوان "خيمتي" كتبها حارث محمد الصمدي من اليمن ونستمع إليها بصوت الزميل مصطفى كاظم

عبد الصمد: كانت هذه القصة القصيرة الفائزة معنا وهي بعنوان "خيمتي" كتبها حارث محمد الصمدي من اليمن

جهان: كم يبلغ من العمر؟

عبد الصمد: ليس لدي أي علم بعمره، ولكن على العموم أعجبتك القصة

جهان: جميلة جدا ومعبرة عن ما يسمى الربيع العربي، التجاذب بين اليأس بالنتائج التضحيات الكبيرة ونتائج قليلة حتى الآن وبين الأمل أن هذه البداية كما فهمت القصة، عبّر عنها بطريقة جميلة

عبد الصمد: يعني تتمخض الجبال لتلد فأرا

جهان: ولكن لأ عنده الأمل للمستقبل وأنا متأكدة أنا عندي أمل لكل الوطن العربي هذه البدايات إن شاء الله، أظن أنها قصة معبرة وجميلة تصلح لكثير من الثورات
أغنية "سوف ننتصر يوما" لجون بييز “We shall Overcome”

عبد الصمد: we shall overcome هذه الأغنية اخترتها لنا أستاذة جهان يعني ما هي الأسباب

جهان: أغنية جميلة جدا كانت خلال حرب فيتنام وخلال الثورات في العالم من أجل التحرر في أواخر الستينات وفي السبعينات فهي أغنية معبرة وأصبحت أغنية تعبر عن التضامن العالمي وعن ثقة الشعوب بحتمية النصر برغم من كل الصعوبات فهي تعبر عن أملي وعن ثقتي الأكيدة بنصر ثوراتنا وبنصرنا لتحرير أراضينا
عبد الصمد: وكانت نشيد رسمي لحركة المطالبة بالحريات المدنية الأفريقية في أمريكا في الخمسينات والستينات
جهان: طبعا للسود في الخمسينات والستينات وأصبحت عالمية أكثر خلال حرب فيتنام أيضا
عبد الصمد: دعينا ننتقل الآن إلى المقالات الصحافية التي أخترتها لنا ومن بينها مقال من "الديلي ستار" بعنوان "الأطفال يدفعون أغلى ثمن في حرب غزة" كيف ذلك?
جهان: مما لا شك فيه أن حروب القرن العشرين والحروب بشكل عام تستهدف المدنيين أكثر مما تستهدف العسكريين يعني أسلحة الدمار الشامل الأسلحة المتطورة والقصف بجميع أنواعه، فالأطفال يدفعون ثمنا غاليا ولهذا هنالك حتى في الأمم المتحدة دائرة خاصة للأطفال في ظل النزاعات المسلحة ويعملون على حمايتهم. ولكن طبعا بالنسبة لفلسطين نحن خط أحمر الأمم المتحدة تغض النظر عن كل الجرائم التي ترتكب بحق الفلسطينيين. الغريب أنه من المعلوم أن الضربات الإسرائيلية هي مركزة، يعرفون الهدف، ويعرفون أن هذا الهدف سيصيب مدنيين وسيصيب أطفالا والبعض بكل صفاقة يقول هؤلاء الأطفال هم مناضلي أو ما يسمونهم "إرهابيي المستقبل" فهم يمنحون أنفسهم الحق في قتل الأطفال، حتى في بعض الصور لم أستطع أن أضعها على الفيسبوك لأنها كانت مشوهة وبشعة جدا

عبد الصمد: في هذا يسألك عصام على صفحة البرنامج بفيسبوك يقول هل الاحتلال يؤثر على مستوى النضج والإبداع عند الطفل الفلسطيني

جهان: كلا، الاحتلال تحدي إذا كان يعيش في محيط يشرح له وفيه تضامن كلي وفيه تسمية للعدو المشترك بالعكس الاحتلال ظاهر واضح تامعالم بعكس من أي حروب أهلية معقدة. ولكن مثلا الحصار يؤثر على الوضع الغذائي، الأطفال أصبحوا أقصر أو حتى الصحة النفسية عند الأطفال تتأثر بسبب الاحتلال
استمع الى الساعة الاولى على موقع بي بي سي العربية

آخر تحديث: السبت، 24 نوفمبر/ تشرين الثاني، 2012، 17:54 GMT

http://www.bbc.co.uk/arabic/tvandradio/2012/11/121123_first_weekend.shtml

ضيفتنا في حلقة إكسترا في أسبوع هي الناشطة الفلسطينية جهان حلو وهي معنية حاليا بتعليم الأطفال حب القراءة بصفتها رئيسة فرع فلسطين للمجلس العالمي لكتب اليافعين. تحدث عن أهمية قصص الأطفال في حياة كل الأطفال حتى الذين يعيشون وسط أجواء القتال وعن أهمية التعليم للكل حتى خارج إطار المدرسة
.عبد الصمد: إذا أشكرك في ختام هذه الساعة أستاذة جهان رئيسة فرع فلسطين في مؤسسة المجلس العالمي لكتب اليافعين.


| | خريطة الموقع | الزوار : 412 / 10639

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع مقالات ونشرات ومتفرقات   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.19 + AHUNTSIC