عكاز شجرة البرتقال

ختام محمد الهسي
11 عاما

يقضي جدي معظم وقته في بيارة البرتقال، يروي الأشجار بالماء كل صباح باستمرار ويهتم بها طوال الوقت، وفي وقت الظهيرة تنتهي جدتي من تحضير الغداء، وتضعه في حافظة الطعام، وتقول لنا: هذا غذاء جدكم، أذهب أنا وأخي الصغير أحمد نحو البيارة، نركض من أشعة الشمس تحت ظلال الأشجار، نقفز ونستمتع برائحة زهر البرتقال.

جدي دائما ينتظرنا تحت شجرة البرتقال الكبيرة، يستند إلى جدعها، يتنسم الهواء العليل، نقبل يديه، يحضننا أنا وأخي بحضن واحد ،نجلس بجواره حتى ينتهي من تناول غداءه . يحدثنا عن ذكرياته مع البيارة ، حديثه ممتع لا يمل منه أبدا قلت له: جدي أنت حكواتي ممتع. فجأة وهو يحدثنا نظر إلى الشجرة المقابلة وابتسم وهز رأسه، وقال: إنه غصن مناسب. ماذا تقصد يا جدي انه غصن مناسب؟ قال: غدا ستعرفون، والآن عليكم العودة إلى البيت. جدي يحمل في قلبه المفاجاءات، فكرت طويلا ماذا يقصد جدي بحديثه، تشوقت كي يأتي وقت الظهيرة.
جدتي ليس لديها ساعة لكنها تدرك الوقت بإحساسها وهي دائما لا تتأخر عن موعد غداء جدي، جدتي: الغداء جاهز يا صغاري ، ذهبنا أنا وأحمد كالعادة إلى جدي ولكن هذا اليوم كنا مسرعين جدا نحو شجرة البرتقال الكبيرة المعتاد جلوس جدي بجوارها؛ لكن حين اقترابنا من الشجرة لم نجده تحتها نظرنا يمينا وشمالا نبحث عنه. أطل علينا جدي من بين أغصان الأشجار مبتسما وفي يده عصا كبيرة، اقتربت منه ونظرت إلى العصا إنها عصا معكوفة من الأعلى ولها مقبض منقوش عليه أشكال جميلة، قال جدي: هذا الغصن المناسب لعمل عكاز جميل، جلس جدي يأكل ونحن نتأمل شكل العكاز الجميل، وصناعته المتقنة،ومهارته في صناعة العكاز بالشكل الطبيعي المميز من أغصان شجرة البرتقال،قلت له: جدي أنت فنان ماهر لكن؛ لماذا هذا العكاز؟ قال جدي: هذا العكاز كي أتكئ عليه وأيضا للغندرة.

وفي المساء وقت غروب الشمس الجميلة، ومع تناثر أشعتها بين أغصان وأوراق الأشجار، دقت طبول الفرح وشباب الحارة يزفون العريس ويغنون له، هنا رفع جدي عكازه الجميل في الهواء أمام شباب الحارة، وأخذ يتراقص مع عكازه أمام العريس، انبهر الجميع من جدي وكيف يتلاعب ويتراقص مع العكاز، صفق الشباب لجدي بحرارة.
أنا أحب جدي كثيرا..جدي الحكواتي ... جدي الفنان .. جدي الغندور.